الثلاثاء، 12 فبراير 2013

حوار: سلامة الشطناوي (2)

 
ما أن تقرأ قصتين أو أكثر له حتى تتبين لك خصوصية معينة، روح سحرية تتسرب عبر ثنايا النص، وجمهور عريض يتابع هذا العمل السحري عبر تكتيكات تبدو سطحية أحيانا رغم عمقها في حياة الدكتور أحمد الزعبي، الذي كان لنا معه هذا اللقاء.
ـ كيف اجتمعت لك الأجناس الأدبية من قصة ورواية ونقد، ومن هو أنت أمام هذه الأجناس؟
كنت أساسا اكتب القصة والرواية، ثم انشغلت بالدراسات النقدية، بحكم العمل الأكاديمي في الجامعة، فبدت المسألة تنوعا في الكتابة، وهي متصلة معا.
ـ هل أنت مع المدرسة التجريبية ـ التي ظهرت في أميركا ـ في رواياتك؟
إذا كان المقصود الحجم، فاطول رواياتي لا يتجاوز سبعين صفحة، ولذا فأغلب هذه الكتابات قصيرة مكثفة موجزة، وإذا كان المقصود "المجازية" فنعم، تقريباً.
ـ طقوسك الغريبة في كتابة الرواية لماذا، وبماذا تفيدك؟
بحثا عن القارئ الذي تتنازعه قوى أقوى من الأدب، ولكن رغم "الطقوس الغريبة" فإن الفكرة أو الرؤية أو الموقف أمور تظل جوهرية.
ـ ما الذي يريده أحمد الزعبي الفنان إن جاز التعبير؟
أن يرتقى الإنسان بنفسه اليوم إلى " العصر الحجري" حيث كان الناس ينقسمون إلى قسمين فقط: قسم الخير وقسم الشر.
ـ هل ترى أن ثمة قوانين خاصة بالأدب لجأ إليها الزعبي (مبدعا) وآخر استطاع أن يطور فيها؟
لا قوانين في الأدب.. هناك إبداع تستنبط منه السمات والظواهر والاتجاهات التي سرعان ما تتغير عند كل ابداع جديد.. وهكذا.
ـ كيف تنظر إلى الإبداع في الأردن وحالته العامة؟
الإبداع في الأردن معقول.. يحتاج المبدع إلى قراءة أكثر ومتابعة الفنون في العالم فقط.
ـ د. أحمد كاتب قصة: المطلع على نسيج النص لديك يستذكر كافكا من حيث مسخ الشخوص أو تضخيم الحدث، بحيث نخرج عن إطار المعقول، اضرب مثلا على ذلك "عود الكبريت" و" البطيخة" ما سر هذا التوجه؟
أسلوبيا أو شكليا، تندرج هذه القصص تحت اتجاه "الواقعية السحرية" وهو الشائع في السنوات الأخيرة ففيه غرائبية وسحرية وأسطورة، ولكنه موضوعيا يتحدث عن الواقع وينطلق منه، وكل إشارات النص وإحالاته هي في النهاية إلى الواقع، فكرا ومضمونا.
ـ الترميز طريقك إلى ذهنية القارئ، هل هو الابتعاد عن كشف الواقع كما هو، أم الخوف من مؤثرات تشكل سلطة ما على النص لديك؟
الترميز يجعل من الكتابة فنا أو أدبا، لأنه ينقل الكتابة من حالة المباشرة إلى حالة " المجاز" أو " التعبير" عن الشيء لا به، والترميز الناجح يفصل بين الكلام العادي والكلام الأدبي أو الفني.
ـ تحاول في نقودك تقديم النقود الأكثر حداثة وأحداث مقاربة بين النقد الحديث والفكر العربي الحديث.. أين تقع خصوصية الزعبي في هذا الحديث؟
الأرجح أني أستفيد من حركة النقد في الغرب وتطورها ومغامراتها وكشوفاتها حين دراسة النص الأدبي العربي، ولكنه إذا كان النص باللغة العربية ينسجم مع هذا المنهج النقدي أو ذاك، فأنت لا تستطيع أن تدرس رواية "زينب" من منظور "عبثي" ولكن بامكانك أن تفعل ذلك في "ثرثرة فوق النيل" أو " الغرف الأخرى" مثلاً. فدراسات مثل النص الغائب والتناص والسيمايائية ليست مقصورة على القصيدة الغربية أو الرواية الفرنسية مثلا وإنما يمكن دراستها أو تطبيقها على أي نص أدبي شرقا أو غربا، إذا توافرت فيه عناصر هذه الدراسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ صحيفة الدستور، الأردن، 5 يناير 1995.
 
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ