الثلاثاء، 12 فبراير 2013

العقاب


[في الأسطورة الإغريقية.. أغضب أورفيوس الآلهة، فعاقبته في أعز ما لديه، وكان أعز ما لديه حبيبته أو زوجته، فأماتتها الآلهة ودفنتها في العالم السفلي ـ أي الأرض ـ ثم أعلن أورفيوس توبته وندمه ومكث أكثر من عشرين عاماً يستعطف الآلهة ويسترضيها لتصفح عنه وتعيد إليه حبيبته حيّة إلى السماء.
وأخيراً صفحت عنه الآلهة وأعادت الحياة إلى حبيبته وطلبت منه أن يهبط إلى العالم السفلي ويصطحب حبيبته معه ويُركبها خلفه على الحصان الطائر شريطة ألا ينظر خلفه ليتأكد من وجودها طيلة الرحلة من الأرض إلى السماء. ووافق أورفيوس فرحاً وهبط إلى الأرض فوجد حبيبته بانتظاره... فأركبها خلفه وصعد إلى السماء، والتزم بشرط الآلهة طيلة الرحلة الطويلة المضنية، ولكن قبل أن يصل بيته بعدّة أمتار غالبته الرغبة بالنظر إليها للتأكد من وجودها، فاختلس نظرة سريعة فاختفت حبيبته من الوجود ثانية، وجلس ملوماً محسورا[
ـ أسطورة أورفيوس ـ
وتقول هذه الحكاية.. حكاية "العقاب" أن أورفيوس وافق على شرط الآلهة وهبط إلى الأرض ولكنه لم يجد حبيبته لحظة هبوطه، فاضطر أن يبحث عنها بين الأحياء والأموات، وفي تلك الأثناء شاهد أورفيوس كثيراً من النساء والفتيات الجميلات ووقعت إحدى الفتيات الصغيرات في نفسه وأُعجب بها وأُعجبت به، وأخيراً التقى حبيبته الموعودة وكانت بانتظاره. نظر إليها بذهول وارتباك ولاحظ أنها قد هرمت قليلاً وزالت عنها نضارة الشباب وألق الصبا وحيوية ربيع العمر.. فأشاح بوجهه عنها وتجاهلها إلى معشوقته الصغيرة.. فأخذ بيدها وأركبها خلفه على الحصان الطائر وصعد نحو السماء بسرعة كبيرة تاركاً الحبيبة المنتظرة إلى مصير مجهول.
وحافظ أورفيوس على شرط الآلهة ولم ينظر خلفه طيلة الرحلة الطويلة المضنية، ولكنه أيضاً قبل أن يصل بيته ببضعة أمتار اختطف نظرة إلى الخلف ليتأكد من وجود فتاته الصغيرة فاختفت من الوجود.. وجلس ثانية ملوماً محسورا.
وحتى يومنا هذا لم يعرف أورفيوس، كما لم يجزم أحد، فيما إذا كان عقاب الآلهة قد وقع على أورفيوس بسبب إخلاله بشرط الآلهة وهو ألا ينظر خلفه طيلة الرحلة أم بسبب تخلّيه عن حبيبته التي هبط من أجلها وطمعه في غيرها.
 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ