الثلاثاء، 12 فبراير 2013

حوار: سهى هلسة

 
لا يختلف اثنان على أهمية حضور النقد الأدبي من أجل اثراء الحركة الأدبية ورفع مستواها، فهو مدخل القارئ إلى عوالم النص الأدبي بكل ما يتضمنه من رموز ودلالات بالإضافة إلى أنه يعمل على تقويم العمل الأدبي وتصحيح مساره. والإشكالية التي فرضت نفسها على جو هذا التحقيق هي كثرة الشكاوي الموجهة لذلك القصور في النقد الأدبي،واعتماده غالبا على الذوق الخاص للناقد دون الدراسة العميقة المتمرسة، مما أوجد ما يسمى "هواة النقد ونقد المجاملات".
ـ هل يكون النقد الأدبي وقفا على موقف أو أيديولوجية الناقد وإنتاجه أم يتصل بالممارسة النقدية في أسسها المنهجية، والاصطلاحية والنظرية؟
إن النقد الأدبي يواكب الإبداع الأدبي ويكشف جماله وتميزه أو رداءته وإخفاقه ويدرس النقد عناصر الفن الأدبي: الشعر والرواية والمسرحية والقصة ويعمقها وينظمها ويستخرج منها ظواهر فنية وفكرية ومناهج نقدية مختلفة يفيد منها القارئ والكاتب والناقد ولا تخلو الكتابة الإبداعية أو النقدية من الموهبة والالهام والاطلاع والتواصل المعرفي والثقافي مكانيا وزمانيا إضافة إلى التجربة والمران وأي مصدر من مصادر الكتابة الأدبية، ولكن الإبداع عادة يسبق النقد والنقد الفاعل المؤثر يتصف بعمق الرؤية والإحاطة بمقومات الإبداع في الأثر الأدبي وكشفها وتحليليها وتوجييها مع الخروج من دائرة الهوى والكتابة المزاجية التي لا تكون ذات قيمة أو فائدة.
إن الكاتب المبدع يسحب الناقد سواء كان أكاديميا أم غير ذلك إلى الكتابة عن إبداعاته والنقاد في الأردن يكتبون باستمرار عن أعمال إبداعية عربية وأجنبية ولا يستثنون الأدب الأدب الأردني لغرض ما وإنما ينتظر بعضهم أن تكون الأعمال المحلية بالمستوى العربي أو العالمي ليكتب عنها فلا أظن أن النقد يقصر حين يكون الإبداع أصيلا، أما نقد المجاملات والشللية فإنه على الرغم من حتمية سقوطه واندثاره فنيا وتاريخيا بمرور الوقت فإنه مضر بأعمدة الإبداع: الكاتب والناقد والقارئ والكتابة.
ـ هل النقد الموجه لابداعات الكتاب الشباب هو الدافع لنفورهم من النقد والنقاد؟
لابد من أن يعرف الكاتب الشاب الناشيء موطئ قدمه ومستواه الحقيقي ليبدأ منه، ولابد من أن يعرف سلبياته ليلاحق إيجابياته، فالمجاملة أو التشجيع الذي لا أساس له يضر ويغرر بالكاتب الشاب أما الهجوم على النقاد فهو مسألة طبيعية شائعة في كل مكان لأن أغلب الكتاب الشباب حتى الكبار يرغبون في المديح والإعجاب ولو كان الأمر نسبيا، وحين لا يحدث ذلك دائما، ينطلق الهجوم فهل رأيت كاتبا يهاجم ناقدا مدحه في أي مكان؟ إن الوضع طبيعي وإن كان لا يخلو من الخطأ وسوء فهم العمليتين الإبداعية والنقدية.
ــــــــــــــــــــــــــ
ـ صحيفة "صحافة اليرموك"، إربد ـ الأردن، 27 يناير 1993 (بتصرف).
 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ